إمتحانات الدنيا .. وإمتحان الأخرة !!

الثلاثاء، 2 يونيو 2009 ·


هل جربت يوما أن تدخل إمتحاناً وأنت غير مستعد ؟



لا أقصدُ بالطبع أن تجد نفسك مجبراً أمام امتحان , ولكن أن تعلمَ أن عندك إمتحان بعد شهر مثلاً ولا تستعد له ثم تدخل عليه.

ما شعورك يومها ؟

ما شعورك وأنت أمام ورقة أسئلة , وأنت لا تعرف إجابة لأي سؤال ؟

اعط نفسك فرصة للإجابة ,,


إذا كان هذا الشعور في إمتحان الدنيا ,ولك أن تتخيل موقفك , مع علمك بأن هناك دائما في الدنيا فرصة للإعادة.
لكن ما ستفعل إذا كان إمتحانك هذا أمام الله ؟
فلن تدخل في دور ثان ٍ  ولن يكون لك حق الإعادة ..

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ , لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100]



لقد ذُهلت من هذه الفكرة حقاً وأنا في بداية إمتحانات هذا الفصل. وكنت في ليلة الإمتحان على أوشك أن لا أذهب للامتحان صباحاً , ببساطة أنا لم أفتح الكتاب طول السنة ولا حتى قبل ايام الإمتحان .. ماذا سأكتب غداً؟
لكن ببعض التفكير توصلت إلى أن على أن أجرب حظي وهناك فرصة أخرى , حتى لو لم أنجح!
هذا تفكيرنا في الدنيا , ولكن دعني أكمل , دخلت اللجنة فعلاً وكتبت ما أتذكره من المحاضرات , وبعد أن أنتهيت وجدت نفسي في نصف الوقت وقد حللتُ نصف الأسئلة , ولا أضمن النجاح بها , ولكن لم أعد اطيق أن انظر في الورقة , فأنا أعرف أني لا أعرف.
طلبت الخروج ولكني فوجئت بالمراقب يقول : لا يسمح بالخروج قبل ربع ساعة من الوقت !
ما هذا , ماذا سأفعل طول هذا الوقت إذاً ؟
وهذا الشعور أقسي من سابقة ...
أنت مضطر للإنتظار .
ومرة أخرى انظر ليوم القيامة , وما حل المقصرون الذين جاءوا بأوراق إجابة .. عفواً بصحائف أعمال شبه فارغة ؟ كيف يمر عليهم هذا اليوم ؟

إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا [الإنسان : 27] 
نعم ثقيلا !


 مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [النمل:89]





إن الله بفضله يهون علينا في الدنيا , وجعل لنا الدنيا دار نعيش فيها , نخطئ ولنا فرصة للتصحيح, ولكن إذا كان الموت فلا فرصة أمامك أبداً أن تصحح ما مضى . لقد سلمت ورقتك وانتهى !


سبحان الله , 
كيف نعلم أن أمامنا إمتحان , نعرف أننا سندخله في أي لحظة ثم لا نستعد له؟
كم نحن مقصرون .. 
غريب هذا الإنسان , يعلم أنه سيقف يوماً بين يدي الله , ويعلم أنه مسئول , ولا يتحرك.

ومع هذا يوم يكون في شدة لا يجد إلا الله يقف أمامة  , كم أنت ضعيف ؟!
فعلامَ التكبر إذا ؟!!

وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴿الإسراء: 83﴾
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿يونس: 12﴾ 

بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ  ﴿القيامة:5﴾





ورُوي عن الفضيل ابن عياض  أنه قال لرجل : كم أتى عليك ؟
قال الرجل : ستون سنة
قال الفضيل : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون
قال الفضيل : أتعرف تفسير قول : إنا لله و إنا إليه راجعون ؟!!
فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف ، فليعلم أنه مسئول ، فليعد للسؤال جواباً ..
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال الفضيل : يسيرة.
قال الرجل: ما هي ؟
قال الفضيل: تحسن فيما بقي يغفر لك فيما مضى ، فانك إن أسأت فيما بقى ، أخذت بما مضى وما بقى والأعمال بالخواتيم.



إننا نتساهل في أمر الوقت كثيراً وهو أمر خطير .. كل دقائقك محسوبة , إما لك , أو عليك فخذ حذرك بالله عليك.


أعوذ بالله أن أذكركم وأنسى , وأدعوكم للهداية وأضل وأغوى.



5 علقوا عليها:

Unknown يقول...
2 يونيو 2009 في 10:38 م  

السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
اللهم يمن كتابنا
ويسر حسابنا
وثبت اقدمنا
وانصرنا على
القوم الكافرين

Unknown يقول...
2 يونيو 2009 في 10:38 م  

وجزاك الله خيراً
على التذكرة

مهرة سالم يقول...
7 يونيو 2009 في 2:12 ص  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزيت خيرا اخي على التذكره...
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك...
وأن يجعلنا ممن يسمع القول ويتبع أحسنه....
ويهدينا وإياكم...
....
في امان الله...

غير معرف يقول...
12 يونيو 2009 في 1:15 ص  

بجد الواحد مش عارف يقولك ايه غيرربنا معاك وهو دة فعلا اللى بيحصل وانا كمان من بلقاس

hoda يقول...
12 يونيو 2009 في 1:17 ص  

انا كنت عاوزة اعرف انت منين من بلقاس؟ ابقى قولى اوكى

About this weBlog - عن هذه المدونة



هذه مدونتي الشخصية ,,

أرسم فيها عالم من خيالي.
فيها أبدا بعض تفاصيل حياتي من تحت الصفر !
أحلامي بسيطة ,, وغير متأكد من أني سأحققها يوما ما , ولكن كل ما أتمناه أن أخرج من هذه الدنيا على هذا الدين , فاللهم نسألك الثبات!



تلاوة القرآن الكريم

TvQuran

تظبيط

لغتي هويتي

لغتي
قد أكون أنا ايضا مضيعا لها
لكنه لا يمنع أن نتناصح

تويييت

تتبعني على تويتر